إشكالات التنفيذ في القانون الإماراتي

ما هي إشكالات التنفيذ في القانون الإماراتي؟ الأنواع والإجراءات والشروط

يُعتبر التنفيذ القضائي في الإمارات المرحلة الأهم بعد صدور الحكم، إذ يتحول الحكم من مجرد ورقة قضائية إلى واقع ملموس يحقق العدالة ويحمي حقوق الأطراف. غير أن هذه المرحلة قد تواجه عقبات تسمى إشكالات التنفيذ في القانون الإماراتي، وهي منازعات أو اعتراضات يثيرها أحد الخصوم أو الغير وتؤدي إلى وقف التنفيذ أو تعطيله مؤقتًا.

وتثير هذه الإشكالات أسئلة محورية: ما طبيعتها؟ وكيف تُعالج أمام القضاء الإماراتي؟ وما الفرق بين الإشكال الموضوعي والإشكال الوقتي؟

هذا المقال يوضح تعريف إشكالات التنفيذ وأنواعها. والإجراءات القانونية لرفع الإشكال، وأبرز السوابق القضائية الإماراتية ذات الصلة. مع توضيح أهمية الاستعانة بمحامٍ مختص لضمان التنفيذ السليم.

تواصل مع أفضل محامي في ابوظبي عبر زر الواتساب أسفل الشاشة للمزيد من الاستشارات.

أهم إشكالات التنفيذ في القانون الإماراتي

يُواجه التنفيذ القضائي في الإمارات أحيانًا عقبات تحول دون استكماله، ويطلق عليها المشرّع والقضاء اسم إشكالات التنفيذ. وهذه الإشكالات تُعد منازعات مستقلة تنشأ أثناء مرحلة التنفيذ، وتهدف إما إلى وقف التنفيذ مؤقتًا أو إلى الاعتراض على إجراءاته. ومن أبرز هذه الإشكالات:

  1. الإشكالات الوقتية: يثيرها المحكوم عليه أو الغير بهدف وقف التنفيذ لحين الفصل في موضوع النزاع، مثل الادعاء بعدم إعلان السند التنفيذي إعلانًا صحيحًا أو الطعن في صحة التبليغ.
  2. الإشكالات الموضوعية: تتعلق بحقوق موضوعية مثل انقضاء الدين بالوفاء أو سقوط الحكم بالتقادم أو بطلان العقد الذي يستند إليه التنفيذ.
  3. الإشكالات المتعلقة بالغير: مثل اعتراض شخص من الغير على التنفيذ على أموال مملوكة له ولم تصدر بشأنها أي أحكام قضائية.
  4. إشكالات الحجز التنفيذي: كالمنازعة في ملكية الأموال المحجوزة أو الطعن في الإجراءات المتبعة أثناء الحجز.

وتُظهر هذه الإشكالات أن التنفيذ في القانون الإماراتي ليس مجرد إجراء آلي، بل عملية قانونية دقيقة تتطلب رقابة قضائية لضمان حماية حقوق جميع الأطراف ومنع إساءة استعمال السلطة التنفيذية.

شروط قبول الإشكال في التنفيذ في الإمارات

حتى يُقبل الإشكال في التنفيذ أمام القضاء الإماراتي، وضع المشرّع عدة شروط تضمن جديته وتمنع التعسف في استعماله. وأبرز هذه الشروط هي:

  1. المصلحة والصفة: يجب أن يكون رافع الإشكال طرفًا ذا صلة مباشرة بالتنفيذ، سواء كان المحكوم عليه أو الغير الذي تم التنفيذ على أمواله.
  2. وجود منازعة جدية: يشترط أن يقوم الإشكال على أسباب قانونية معتبرة، مثل انقضاء الدين، أو بطلان السند التنفيذي، أو إثبات ملكية الغير للأموال المحجوزة.
  3. رفع الإشكال في الميعاد: يجب تقديم الإشكال خلال فترة سريان التنفيذ وقبل تمام إجراءاته النهائية، وإلا عُدّ غير ذي موضوع.
  4. عدم سبق الفصل في الموضوع: إذا سبق للمحكمة أن فصلت في النزاع محل الإشكال، فلا يجوز إعادة طرحه بذات الأسس.
  5. تقديم المستندات المؤيدة: على رافع الإشكال أن يدعم طلبه بالأدلة والوثائق الرسمية، كإيصالات السداد أو شهادات الملكية.

وبتحقق هذه الشروط، تنظر المحكمة الإشكال على وجه السرعة باعتباره نزاعًا وقتيًا أو موضوعيًا يهدف إلى تحقيق التوازن بين مصلحة الدائن في التنفيذ ومصلحة المدين أو الغير في حماية حقوقهم.

الإجراءات القانونية لرفع إشكال التنفيذ في الإمارات

عندما يواجه المحكوم عليه أو الغير ظروفًا تمنع استمرار التنفيذ أو تكشف عن بطلان إجراءاته، يحق له رفع إشكال في التنفيذ أمام المحكمة المختصة. وقد نظم المرسوم بقانون اتحادي رقم (42) لسنة 2022 بإصدار قانون الإجراءات المدنية هذه المنازعات وحدد خطواتها الأساسية على النحو التالي:

  1. تقديم صحيفة الإشكال: تُرفع بعريضة تودع لدى مكتب إدارة الدعوى أو المحكمة المختصة، ويجب أن تتضمن بيانات الخصوم والسند التنفيذي وموضوع الاعتراض.
  2. طلب وقف التنفيذ مؤقتًا: يجوز للمدعي في الإشكال أن يطلب وقف التنفيذ حتى تفصل المحكمة في النزاع، وتقرر المحكمة ذلك إذا وجدت أسبابًا جدية.
  3. إرفاق المستندات الداعمة: مثل ما يثبت الوفاء بالدين أو ما يدل على ملكية الأموال المحجوزة أو بطلان السند التنفيذي.
  4. نظر الإشكال على وجه الاستعجال: تلتزم المحكمة بالفصل السريع في الإشكال لأنه مرتبط بحقوق التنفيذ، وغالبًا ما يتم إصداره بحكم وقتي أو مستعجل.
  5. إمكانية الطعن على الحكم: يجوز استئناف الحكم الصادر في الإشكال وفق القواعد العامة إذا كان متعلقًا بالموضوع، بينما الأحكام الوقتية تكون قابلة للتظلم فقط.

وبهذه الإجراءات، يوازن القانون الإماراتي بين حق الدائن في استيفاء حقه وحق المدين أو الغير في حماية أمواله من التنفيذ غير المشروع.

شروط قبول المنازعة الموضوعية في التنفيذ في الإمارات

تُعد المنازعة الموضوعية في التنفيذ من الإشكالات التي تستند إلى حقوق موضوعية تتعلق بأصل الحق محل التنفيذ، مثل انقضاء الدين بالوفاء أو بطلان السند التنفيذي أو سقوط الحكم بالتقادم. ولضمان جديتها، وضع المشرّع الإماراتي شروطًا محددة لقبولها، أبرزها:

  • قيام النزاع على حق موضوعي: يجب أن تكون المنازعة مرتبطة بأصل الحق أو سبب التنفيذ، لا بمجرد إجراءات شكلية.
  • أن تُثار من ذي صفة ومصلحة: سواء كان المدين نفسه أو الغير الذي يمسّه التنفيذ بشكل مباشر.
  • تقديم المستندات المؤيدة: مثل إيصالات السداد أو أحكام قضائية سابقة أو مستندات تثبت انقضاء الالتزام.
  • أن تكون جدية وغير كيدية: بحيث يظهر من ظاهر المستندات أن المنازعة قائمة على أساس قانوني معتبر.
  • أن تُرفع أمام المحكمة المختصة: وهي محكمة الموضوع التي أصدرت الحكم أو السند التنفيذي، وليست قاضي التنفيذ وحده.

وبذلك، فإن المنازعة الموضوعية تمثل وسيلة فعّالة لوقف التنفيذ إذا كان مخالفًا للقانون، مع مراعاة أن المحكمة تنظرها بدقة أكبر من الإشكالات الوقتية لارتباطها بجوهر النزاع.

ميعاد استئناف منازعات التنفيذ الموضوعية في القانون الإماراتي

طبقًا لقانون الإجراءات المدنية الإماراتي، تخضع المنازعات الموضوعية في التنفيذ لذات القواعد العامة الخاصة بالاستئناف. وبناءً عليه، فإن ميعاد استئناف الحكم الصادر في المنازعة الموضوعية هو 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم أو إعلانه للخصم الغائب.

ويُعد احترام هذا الميعاد أمرًا جوهريًا، لأن فواته يسقط حق الخصم في الطعن ويجعل الحكم نهائيًا واجب النفاذ. ويجوز لمحكمة الاستئناف وقف التنفيذ مؤقتًا إذا تبين أن أسباب الاستئناف جدية وقائمة على أسس قوية.

أحكام نقض في منازعات التنفيذ الموضوعية

أرست محكمة النقض الإماراتية مبادئ مهمة في شأن منازعات التنفيذ الموضوعية، أبرزها:

  • حكم محكمة النقض بدبي رقم 435 لسنة 2019 مدني: أكدت المحكمة أن المنازعة الموضوعية يجب أن تستند إلى حق قائم وأدلة ثابتة، وأن الادعاءات المجردة لا تكفي لوقف التنفيذ.
  • حكم المحكمة الاتحادية العليا رقم 217 لسنة 2020 مدني: قررت المحكمة أن الوفاء الجزئي بالدين لا يوقف التنفيذ إلا في حدود ما تم سداده، ولا يؤدي إلى سقوط الحق بأكمله.
  • حكم محكمة التمييز بأبوظبي رقم 112 لسنة 2021 مدني: بيّن أن اعتراض الغير على التنفيذ لا يُقبل إلا إذا قدم ما يثبت ملكيته للأموال المحجوزة بمستندات رسمية.

وتُظهر هذه الأحكام أن القضاء الإماراتي يتعامل بصرامة مع هذه المنازعات، فلا يقبلها إلا إذا كانت قائمة على أساس قانوني متين.

كيف يساعدك المحامي في مواجهة إشكالات التنفيذ في الإمارات؟

تُعد إشكالات التنفيذ في القانون الإماراتي من أكثر المنازعات حساسية لأنها تتعلق بمرحلة حاسمة من مراحل الدعوى وهي تنفيذ الحكم. وهنا يظهر الدور المحوري للمحامي، إذ إن نجاح الإشكال أو فشله قد يعني استيفاء الدائن لحقه أو تعطيل التنفيذ بالكامل. ويقوم المحامي في هذه المرحلة بعدة مهام أساسية، أبرزها:

  • تحليل السند التنفيذي والإجراءات للكشف عن أي بطلان أو مخالفة قانونية.
  • صياغة صحيفة الإشكال سواء كان وقتيًا أو موضوعيًا بطريقة دقيقة تراعي القواعد الشكلية والموضوعية.
  • تقديم الطلبات العاجلة مثل وقف التنفيذ مؤقتًا لحين الفصل في النزاع.
  • عرض الدفوع القانونية المستندة إلى النصوص التشريعية وأحكام النقض ذات الصلة.
  • متابعة جميع مراحل التقاضي بدءًا من قاضي التنفيذ وصولًا إلى محكمة الاستئناف إذا لزم الأمر.

وبذلك، فإن وجود محامٍ مختص في قضايا التنفيذ لدى أفضل مكتب محامي في ابوظبي لا يقتصر على تقديم الاستشارات، بل يشكل ضمانة حقيقية لحماية حقوق الأطراف ومنع التعسف في إجراءات التنفيذ.

الأسئلة الشائعة حول إشكالات التنفيذ في القانون الإماراتي

إشكالات التنفيذ هي منازعات أو اعتراضات يثيرها الخصوم أو الغير أثناء مرحلة التنفيذ بهدف وقف التنفيذ أو الاعتراض على إجراءاته.

نعم، يجوز للغير الاعتراض إذا تم التنفيذ على أمواله، ويوقف التنفيذ مؤقتًا لحين الفصل في النزاع متى قدّم أدلة جدية على ملكيته.

الإشكال الوقتي يتعلق بإجراءات التنفيذ فقط ويُفصل فيه سريعًا، أما الموضوعي فيتعلق بأصل الحق كالدين أو السند التنفيذي ويخضع للفصل الموضوعي.

ميعاد استئناف منازعات التنفيذ الموضوعية 30 يومًا من تاريخ الحكم أو إعلانه للخصم الغائب وفق قانون الإجراءات المدنية الإماراتي.

لا، لا يجوز تكرار الإشكالات بذات السبب إذا سبق الفصل فيها، وإلا عُدّ الإشكال غير مقبول.

يتضح أن إشكالات التنفيذ في القانون الإماراتي تمثل ضمانة أساسية لتحقيق العدالة، فهي تتيح للمدين أو الغير حماية حقوقهم من أي تنفيذ غير مشروع، وفي الوقت ذاته توازن مع حق الدائن في استيفاء حقه.

وبما أن هذه الإشكالات تخضع لإجراءات دقيقة ولها آجال محددة، فإن الاستعانة بمحامٍ مختص تُعد خطوة ضرورية لضمان حسن عرض المنازعة أمام القضاء وحماية المصالح القانونية للأطراف. تواصل معنا الآن عبر أرقامنا في صفحة اتصل بنا.

قد يهمك الاطلاع على قانون التنفيذ الاماراتي، والتنفيذ الجبري في القانون الاماراتي، ومعرفة إجراءات التنفيذ في القانون الامارات، والتنفيذ على شركة مسؤولية محدودة الإمارات، والتعرف على الحجز التنفيذي في القانون الاماراتي.

تنويه قانوني:
تنويه قانوني: المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض تثقيفية عامة ولا تُعد مشورة قانونية. للحصول على استشارة مخصصة، يُنصح بالتواصل مع محامٍ مرخّص في دولة الإمارات العربية المتحدة.

المصادر:

تواصل مع المحامي
اتصل بنا