في العلاقات الزوجية، قد تظهر خلافات تتجاوز حدود الاحتمال، ومنها نشوز الزوجة الذي يعد من القضايا الشائكة في القانون الإماراتي.
في هذا المقال، نأخذك في جولة قانونية شاملة لفهم عقوبة الزوجة الناشز في القانون الإماراتي، ودور المحامي في حماية الحقوق.
إذا كنت تواجه أي قضية تتعلق بالنشوز لا تتردد بالتواصل معنا على أرقامنا في صفحة اتصل بنا.
جدول المحتويات
تعريف نشوز الزوجة في القانون الإماراتي
يقصد بنشوز الزوجة في القانون الإماراتي امتناع الزوجة عن أداء واجباتها الشرعية والقانونية تجاه زوجها دون عذر مشروع، مما يؤدي إلى الإخلال بحقوق الزوج المقررة بموجب عقد الزواج. ويعد هذا الامتناع إخلالًا بميثاق الزوجية ومقتضيات المعاشرة بالمعروف.
وقد تناول قانون الأحوال الشخصية الإماراتي مفهوم النشوز ضمن أحكامه، وعقوبة الزوجة الناشز في القانون الإماراتي حيث أشار إلى أن الزوجة التي ترفض الإقامة مع زوجها في المسكن الشرعي دون سبب مقبول، أو تمنعه من حقه في المعاشرة، أو تخرج من منزل الزوجية دون إذنه ودون مبرر شرعي، تعد ناشزًا.
ويشترط في تحقق النشوز أن يكون الزوج قد أوفى بالتزاماته، كإعداد مسكن شرعي لائق، والإنفاق على الزوجة بما يوازي حالته المالية ومكانته الاجتماعية. فإذا ثبت أن الزوج لم يوفر هذه الحقوق، فلا تعد الزوجة ناشزًا حتى لو امتنعت عن الطاعة.
يستند هذا المفهوم إلى مبادئ الشريعة الإسلامية التي تعتبر مصدرًا رئيسيًا لتفسير مواد القانون الإماراتي، مما يضفي على هذا التعريف أبعادًا شرعية وأخلاقية إلى جانب الإطار القانوني.
الحالات التي تعتبر فيها الزوجة ناشزًا
يحدد القانون الإماراتي عدة حالات تعتبر فيها الزوجة ناشزًا، أي خارجة عن طاعة زوجها دون عذر شرعي، وتبنى هذه الحالات على مخالفة واجباتها المنصوص عليها في عقد الزواج وأحكام الشريعة. وتشمل أبرز الحالات ما يلي:
- مغادرة بيت الزوجية دون إذن الزوج أو عذر مشروع: إذا تركت الزوجة بيت الزوجية الذي أعده الزوج بطريقة شرعية دون موافقته وبدون سبب مقبول، تعد ناشزًا قانونًا.
- رفض الإقامة في بيت الطاعة: يعد الامتناع عن الدخول أو البقاء في بيت الطاعة في القانون الإماراتي، من أبرز مظاهر النشوز.
- منع الزوج من حقه في المعاشرة الشرعية: إذا امتنعت الزوجة عن المعاشرة بدون سبب صحي أو قانوني مقبول، يعد ذلك نشوزًا يترتب عليه آثار قانونية.
- الإساءة إلى الزوج أو أهله: يعد التعدي اللفظي أو الجسدي أو الإهانة المتكررة التي تلحق ضررًا نفسيًا أو ماديًا بالزوج من أسباب إثبات النشوز.
- رفض الانتقال مع الزوج إلى محل سكن مشروع: إذا أراد الزوج الانتقال إلى مكان عمله أو محل إقامة جديد يتناسب مع ظروفه، ورفضت الزوجة الانتقال دون مبرر شرعي، اعتبر ذلك نشوزًا.
عقوبة الزوجة الناشز في القانون الإماراتي
لا يفرض القانون الإماراتي عقوبة جنائية مباشرة على الزوجة الناشز، لكنه يرتب جزاءات مدنية وأسرية مؤثرة تنعكس على حقوقها الزوجية والمالية، باعتبار النشوز مخالفة لواجبات الزوجة المنصوص عليها في عقد الزواج وفي قانون الأحوال الشخصية.
وفيما يلي ندرج لكم عقوبة الزوجة الناشز وفق القانون الإماراتي أو الآثار القانونية المترتبة على ثبوت نشوز الزوجة:
- سقوط النفقة: تعد النفقة من أولى الحقوق التي تسقط عن الزوجة الناشز، وذلك ابتداءً من تاريخ امتناعها عن طاعة الزوج دون عذر شرعي.
- الحرمان من المسكن أو الأثاث: إذا ثبت أن الزوج قد وفر لها بيت الطاعه في القانون الإماراتي بالشروط الشرعية، ورفضت الإقامة فيه دون سبب معتبر، قد تحرم من المطالبة بالمسكن المستقل أو التعويض عنه.
- التأثير على دعاوى الطلاق: يمكن للزوج استخدام النشوز كسبب رئيسي في دعوى الطلاق للضرر، ما يعزز موقفه في المحكمة، ويضعف فرص الزوجة في الحصول على مستحقات إضافية.
- الحرمان من بعض الحقوق المالية بعد الطلاق: في حال الطلاق بسبب النشوز، فإن عقوبة الزوجة الناشز وفق القانون الإماراتي هي فقدان حقها في النفقة خلال العدة، أو جزء من مستحقات المتعة، وذلك بناءً على تقدير المحكمة وظروف القضية.
دور المحامي في قضايا النشوز
يلعب محامي احوال شخصية دورًا جوهريًا في قضايا النشوز، نظرًا لتعقيداتها القانونية، وتشابكها مع المسائل الشرعية والحقوق الشخصية، مما يتطلب خبرة دقيقة لفهم تفاصيل كل حالة والتعامل معها بحكمة واحترافية.
وفيما يلي أبرز المهام التي يقوم بها المحامي في هذا النوع من القضايا:
- تقديم الاستشارات القانونية الدقيقة: يبدأ دور المحامي بتحليل وضع العلاقة الزوجية قانونيًا، وبيان ما إذا كانت تصرفات الزوجة تشكل نشوزًا فعليًا وفق القانون، وشرح ما هي عقوبة الزوجة الناشز في القانون الإماراتي.
- صياغة إنذارات الطاعة وتقديمها قانونيًا: في حال قرر الزوج المطالبة بـ بيت الطاعة في القانون الإماراتي، يتولى المحامي إعداد الإنذار الرسمي وفق الشروط القانونية، وتقديمه عبر القنوات المختصة، بما يضمن سلامة الإجراء من الناحية القانونية.
- جمع الأدلة والإثباتات: يقوم المحامي بجمع الأدلة التي تثبت النشوز أو تنفيه، مثل الشهادات، والمراسلات، ومحاضر الشرطة، أو التقارير الطبية، وذلك لتقديمها ضمن ملف القضية.
- تمثيل الزوج أو الزوجة أمام المحكمة: سواءً كان الموكل هو الزوج المتضرر من النشوز أو الزوجة المتهمة به، فإن المحامي يتولى تمثيله في جلسات المحكمة، وصياغة المذكرات الدفاعية، والطعن في قرارات لجان التوجيه الأسري عند اللزوم.
- العمل على الحلول الودية والتسوية الأسرية: لا يقتصر دور محامي اسرة في الإمارات على الجانب القضائي فقط، بل يشمل أيضًا السعي إلى التسوية الودية، وإيجاد حلول تحفظ الكرامة والحقوق للطرفين.
الأسئلة الشائعة
ختامًا، قضايا النشوز تتطلب توازنًا بين الحقوق والواجبات، ومعرفة دقيقة بالقانون. وجود محامي خبير لا يختصر فقط الوقت والإجراءات، بل يحمي الحقوق القانونية لكل طرف، ويجنب فرض عقوبة الزوجة الناشز في القانون الإماراتي التي قد تكون عواقبها جسيمة على المدى الطويل.
قد يهمك أيضًا:
- استشارات قانونية اسرية في الإمارات: خبرة في الطلاق والحضانة والنفقة.
- نفقة الزوجة في القانون الاماراتي.
المراجع:
- قانون الأحوال الشخصية الإماراتي.

المستشار القانوني في مكتب عزة الملا.
مستشار قانوني لديه إجازة في القانون وله أبحاث ومقالات قانونية عديدة تم نشرها في أهم المجالات العالمية التي تعنى بالشأن القانوني. مثل:
– مجلة الندوة للدراسات القانونية.
– المجلة الدولية القانونية.
– مجلة العلوم السياسية والقانون.
كما له عدة دراسات لحالات وقضايا في تخصصات مختلفة: كالقانون الدولي, القانون الجنائي, قانون المعاملات المدنية, قانون المعاملات التجارية وغير ذلك.
المستشار القانوني في مكتب عزة الملا للمحاماة والاستشارات القانونية لديه سنوات عديدة من الخبرة وباع طويل في الترافع أمام محاكم دبي ومختلف محاكم الإمارات العربية المتحدة.