هل تجوز الهبة من الأب إلى أحد الورثة في الإمارات، وما صحة تلك الهبة، وهل يمكن لبقية الورثة الطعن في تلك الهبة وإبطالها؟ هذا ما سنعمل على توضيحه في مقالنا التالي وفق القوانين الإماراتية النافذة، تابعوا معنا.
للحصول على استشارة قانونية فورية، انقر على زر الواتس اب المبين أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
الهبة من الأب إلى أحد الورثة في الإمارات
وفقاً لأحكام قانون المعاملات المدنية الإماراتي فإنه يجوز للأب أن يهب أحد ورثته جزء من ممتلكاته. حيث تعرف الهبة: بأنها تمليك مال أو حق مالي لآخر حال حياة المالك دون عوض. وبالتالي يحق للأب أن يتصرف بممتلكاته كيفما شاء، طالما أن له الحق في هبة الغير، فإنه من باب أولى أن يهب جزء من ممتلكاته لأحد ورثته.
ويشترط في هبة الأب لأحد الورثة ذات الشروط المطلوبة في الهبة، إذا يجب أن تنعقد بالإيجاب والقبول وأن تتم بالقبض. ويتوجب على الأب الواهب أن يسلم المال الموهوب إلى الموهوب له وفقاً لأحكام تسليم المبيع. وأما بالنسبة للوارث الموهوب له فيتوجب عليه أن يقبل تلك الهبة حال حياة الواهب وأن يقبضها.
ولا بد من التنويه بأن أهم الأسباب المقبولة لفسخ الهبة والرجوع فيها ما يلي:
- إذا ما أصبح الواهب عاجزاً عن الحصول على أسباب المعيشة، أو عن الوفاء بما يفرضه عليه القانون من النفقة على الغير.
- أن يرزق الواهب بعد الهبة بولد يظل حياً حتى تاريخ الرجوع فيها.
- أن يكون للواهب ولد يعتقد أنه ميت أثناء الهبة ثم يظهر بأنه حي.
- أن يخل الموهوب له بالالتزامات المشروطة عليه في عقد الهبة دون عذر مقبول، خاصة نحو الواهب أو أحد أقاربه، بحيث يُعبر ذلك الإخلال عن جحود كبير من جانبه.
هل يجوز الطعن في الهبة من طرف الورثة في الإمارات؟
نعم يمكن الطعن في الهبة من طرف الورثة في الإمارات، وذلك في عدة حالات منها:
- حالة مرض الموت
يمكن للورثة أن يثبتوا بأن الأب قد وهب ماله لأحد الورثة أثناء مرضه في مرض الموت، فإذا ما تمكنوا من إثبات ذلك فإنه يسري على الهبة في مرض الموت أحكام الوصية وفق ما نصت عليه المادة 635 من قانون المعاملات المدنية الإماراتي. وهنا لا تنفذ الهبة بحق الورثة إلا بمقدار الثلث وما زاد على الثلث يتوقف على إجازتهم لها.
ويؤكد ذلك نص المادة ٢٤٤ من قانون الأحوال الشخصية الإماراتي، بأن كل تصرف يصدر في مرض الموت يقصد به التبرع أو المحاباة، تسري عليه أحكام الوصية أياً كانت التسمية التي تم تسميته بها.
- حالة قتل الموهوب له للواهب
يمكن للورثة إثبات وجود سبب يمنع تلك الهبة، كأن يقوم الموهوب له بقتل الواهب عمداً، فهنا وفقا لأحكام المادة 640 من قانون المعاملات المدنية، فإنه يحق لبقية الورثة إبطال تلك الهبة.
- حالة تراجع الأب عن الهبة
يمكن الورثة إثبات أن الأب قد تراجع عما وهب لولده، وأنه يجوز له استرجاع ما وهبه ما لم يكن الوارث يتيماً.
- حالة إخلال الموهوب له بالتزاماته
يمكن للورثة إبطال الهبة إذا ما أثبتوا بأن الموهوب له قد أخل بالشروط والالتزامات المفروضة عليه بموجب عقد الهبة.
الأسئلة الشائعة
وفي ختام مقالتنا عن الهبة من الأب إلى أحد الورثة، فإننا ننصح كل من لا يزال لديه أية تساؤلات بشأن موضوع مقالنا، أن يبادر إلى طلب استشارات قانونية في الميراث في الامارات من قبل أفضل محامي قضايا أسرية لدى مكتبنا.
يمكنك كذلك الاطلاع على عقد قسمة تركة بالتراضي بين الورثة، وكذلك عناصر صيغة الوصية الشرعية بالإمارات وشروط صحتها.
المستشار القانوني في مكتب عزة الملا.
مستشار قانوني لديه إجازة في القانون وله أبحاث ومقالات قانونية عديدة تم نشرها في أهم المجالات العالمية التي تعنى بالشأن القانوني. مثل:
– مجلة الندوة للدراسات القانونية.
– المجلة الدولية القانونية.
– مجلة العلوم السياسية والقانون.
كما له عدة دراسات لحالات وقضايا في تخصصات مختلفة: كالقانون الدولي, القانون الجنائي, قانون المعاملات المدنية, قانون المعاملات التجارية وغير ذلك.
المستشار القانوني في مكتب عزة الملا للمحاماة والاستشارات القانونية لديه سنوات عديدة من الخبرة وباع طويل في الترافع أمام محاكم دبي ومختلف محاكم الإمارات العربية المتحدة.